لهم النعمة فيزيدوا كفرا وطغيانا، ورزق ربك في المعاد، يعني الجنة، خير وأبقى أكثر وأدوم.
قوله:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ}[طه: ١٣٢] قال سعيد بن جبير: قومك يعني من كان على دينه، كقوله:{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ}[مريم: ٥٥] وقد تقدم:
وقوله: واصطبر عليها أي: اصبر على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر،} لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا { [طه: ١٣٢] لخلقنا ولا لنفسك،} نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ { [طه: ١٣٢] قال ابن عباس، والسدي: يعني الجنة.
للتقوى قال الأخفش: لأهل التقوى.
قال ابن عباس: يريد الذين صدقوك واتبعوك واتقوني.
قوله:} وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى {١٣٣} وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى {١٣٤} قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى {١٣٥}{ [طه: ١٣٣-١٣٥] وقالوا يعني المشركين،} لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ { [طه: ١٣٣] هلا يأتينا محمد بآية من ربه كما أتي بها الأنبياء، نحو الناقة والعصا،} أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى { [طه: ١٣٣] بيان ما في الكتب من أنباء الأمم التي أهلكناهم لما كفروا، ثم كفروا بها فماذا يؤمنهم أن يكون حالهم في سؤالهم الآيات كحال أولئك، وهذا البيان إنما قص عليهم في القرآن.
} وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ { [طه: ١٣٤] يعني مشركي مكة،} بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ { [طه: ١٣٤] القبل: بعث محمد ونزول القرآن، لقالوا يوم القيامة:} رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا { [طه: ١٣٤] هلا أرسلت إلينا رسولا يدعونا إلى طاعتك، فنتبع آياتك نعمل بما فيها} مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ { [طه: ١٣٤] بالعذاب، ونخزى في جهنم.
قل لهم يا محمد: كل منا ومنكم، متربص نحن نتربص بكم وعدا لنا فيكم، وأنتم تتربصون بنا الدوائر، فانتظروا، فستعلمون إذا جاء الأمر، وقامت القيامة،} مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ [طه: ١٣٥] الدين المستقيم ومن اهتدى من الضلالة، أنحن أم أنتم؟