مُفْتَرَيَاتٍ بزعمكم ودعواكم {وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[هود: ١٣] إلى المعاونة على المعارضة {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[هود: ١٣] في قولكم: افتراه.
{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}[هود: ١٤] من تدعونهم إلى المعاونة، ولم يتهيأ لكم المعارضة فقد قامت عليكم الحجة {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ}[هود: ١٤] أي: أنزل والله أعلم بإنزاله وعالم أنه حق من عنده، وَاعلموا أَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[هود: ١٤] استفهام معناه الأمر.
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ {١٥} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {١٦} } [هود: ١٥-١٦] قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[هود: ١٥] الآية، قال ابن عباس في رواية عطاء: من كان يريد عاجل الدنيا فلا يؤمن بالبعث والثواب والعقاب.
وقال قتادة: من كانت الدنيا همه ونيته وطلبته جازاه الله في الدنيا بحسناته، ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يجازى بها، وأما المؤمن فيجزى في الدنيا بحسناته ويثاب عليها في الآخرة.
وذلك قوله:{نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا}[هود: ١٥] قال سعيد بن جبير: ثواب ما عملوا من خير أعطوا في الدنيا، وليس لهم في الآخرة إلا النار، فإذا جاء هذا الكافر الآخرة ورد منها على عاجل الحسرة إذ لا حسنة له هناك {وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ}[هود: ١٥] لا ينقصون، أي: يعطوا فيها أجر ما عملوا في الدنيا، ثم أخبر ما لهم في الآخرة فقال {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: ١٦] ما عملوا في الدنيا من حسنة لأنهم لم يروا لها ثوابا {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: ١٦] من خير.