قوله:{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا}[هود: ٦٦] تقدم تفسيره في قصة عاد إلى قوله: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}[هود: ٦٦] قال ابن الأنباري: هذا عطف على محذوف بتقدير: نجيناهم من العذاب، ومن خزي يومئذ.
من الخزي الذي لزمهم ذلك اليوم، وبقى عاره مأثورا عنهم، وفي يومئذ قراءتان: الفتح، والكسر، فمن كسر فإن الاسم معرب فانجر بالإضافة، ومن فتح الميم مع أنه في موضع جر فلأنه مضاف إلى مبني غير متمكن، والمضاف إلى المبني يجوز بناؤه.
كقول النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع
قوله:{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}[هود: ٦٧] قال ابن الأنباري: إنما ذكر أخذ لأن الصيحة محمولة على الصياح.
قال المفسرون: لما أصبحوا اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة، وصوت كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم.
{فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ {٦٧} كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [هود: ٦٧-٦٨] هذه الأحرف مفسرة في { [الأعراف،] أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ}[سورة هود: ٦٨] قرئ بالإجراء، وتركه فمن أجراه فلأنه اسم مذكر سمي به مذكر، وهو الحي فصار كثقيف وقريش، ومن ترك إجراءه جعله اسما للقبيلة فلم يصرفه لاجتماع التعريف والتأنيث، وهو ثمود بن عاتي بن إرم بن سام بن نوح، قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود لقلة مائها، والثمد الماء القليل، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام.