إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني ... نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر
وقال آخر:
أيا جبلي نعمان بالله خليا ... نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
فإن الصبا ريح إذا ما تنفست ... على نفس مهموم تجلت همومها
وقال آخر:
ولقد تهب لي الصبا من أرضها ... فيلذ مس هبوبها ويطيب لي
يندي على كبدي وينقح غلتي ... ويبل حر فؤادي المشتعل
٤٧٩ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: ٩٤] ، قَالَ: وَجَدَ رِيحَهُ مِنْ مَسِيرَةِ مَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ
وقوله: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} [يوسف: ٩٤] الفند: ذهاب العقل من الهرم، يقال: أفند الرجل.
إذا خرف وتغير عقله، وفنده إذا نسبه إلى الجهل والخرق، قال أبو عبيدة: لولا أن تسفهوني.
وقال الزجاج: لولا أن تجهلوني.
وقال مجاهد: لولا أن تقولوا ذهب عقلك.
{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف: ٩٥] قال مقاتل، وغيره: معنى الضلال ههنا الشقاء.
يعنون: شقاء الدنيا وهو ما يكابد من الأحزان على يوسف، وقال قتادة: في حبك ليوسف ما تنساه ولا تسلاه.
وهذا كقوله: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [يوسف: ٨] وقد مر، وقال الحسن: إنما قالوا هذا لأنه كان عندهم أن يوسف قد مات، وأن يعقوب بولوعه بذكره ذاهب عن الصواب.
قوله: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: ٩٦] الآية، قال المفسرون: البشير كان يهوذا بن