وهذا خطاب لأهل مكة {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}[إبراهيم: ٢٠] قال ابن عباس: لا يعز على الله شيء يريده.
وقال الكلبي: ليس يعز على الله شيء أن يميتكم ويأتي بغيركم.
قوله:{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا}[إبراهيم: ٢١] خرجوا من قبورهم للبعث، قال الزجاج: جمعهم الله في حشرهم فاجتمع التابع والمتبوع.
فقال الضعفاء وهم الأتباع، {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا}[إبراهيم: ٢١] والأكابر هم الذين استكبروا عن عبادة الله، إنا كنا في الدنيا، لكم تبعا جمع تابع، مثل خادم وخدم، {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ}[إبراهيم: ٢١] فهل أنتم دافعون عنا من عذاب الله؟ {قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ}[إبراهيم: ٢١] لو أرشدنا الله لأرشدناكم، يريدون أنهم إنما دعوهم إلى الضلال لأن الله تعالى أضلهم ولم يهدهم، فدعوا أتباعهم إلى ما كانوا عليه من الضلال، ولو هداهم الله لدعوهم إلى الهدى.
{سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا}[إبراهيم: ٢١] قال زيد بن أسلم: جزعوا مائة سنة، وصبروا مائة سنة، فلم ينفعهم أحدهم، فقالوا هذا.
وقوله:{مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}[إبراهيم: ٢١] أي: معدل عن العذاب.
قوله:{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}[إبراهيم: ٢٢] أي: فرغ منه، وقضى الله بين العباد، قال المفسرون: إذا استقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في