للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وهذه السموم جزء من سبعين جزءا من السموم التي خلق منها الجان، وتلا هذه الآية.

ومعنى السموم في اللغة: الريح الحارة وفيها نار، وفي الخبر: «إنها من لفح جهنم» .

وقوله: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ} [الحجر: ٢٩] أي: عدلت صورته وسويته بالصورة الإنسانية، {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: ٢٩] النفخ إجراء الريح في الشيء، والروح جسم رقيق يحيا به البدن، ولما أجرى الله الروح في بدن آدم على صفة إجراء الريح، كان قد نفخ الروح فيه، وأضاف روح آدم إليه إكراما وتشريفا، وهي إضافة الملك، وقوله: فقعوا أمر من الوقوع، قال الكلبي: فَخَرُّوا له ساجدين سجود، تحية، ولم تكن سجدة طاعة.

{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر: ٣٠] قال سيبويه: توكيد بعد توكيد.

وما بعد هذا مفسر فيما سبق إلى قوله: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ} [الحجر: ٣٥] قال الكلبي: يلعنك أهل السماء وأهل الأرض إلى يوم الحساب، لأنه أول من عصى الله.

قال ابن عباس: يريد يوم الجزاء حين يجازى العباد بأعمالهم.

فاستنظر إبليس إلى يوم القيامة لئلا يموت إذ يوم القيامة لا يموت فيه أحد، فلم يجب إلى ذلك.

وقيل له: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: ٣٨] قال ابن عباس: يريد النفخة الأولى حين تموت الخلائق كلهم.

قال الكلبي: إذا نفخت النفخة الأولى مات الخلائق كلهم، ومات إبليس معهم، وإنما سمي الوقت المعلوم لأنه يموت فيه الخلائق وإبليس.

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: ٣٩] قال أبو عبيدة: معنى الباء ههنا القسم.

وقال غيره: هي بمعنى السبب، أي بكوني غاويا لأزينن، كما تقول: بطاعته ليدخلن الجنة، وبمعصيته ليدخلن النار.

ومعنى {لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ} [الحجر: ٣٩] يعني لأولاد آدم، ومفعول التزيين محذوف على تقدير لأزينن لهم الباطل حتى يقعوا فيه.

{إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: ٤٠] الذين أخلصوا دينهم وعبادتهم عن كل شائب يناقض الإيمان والتوحيد، فقال الله: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: ٤١] يعني الإخلاص والإيمان، طريق عليَّ وإليَّ، أي أنه يؤدي إلى جزائي وكرامتي، فهو طريق عليَّ، وهذا معنى قول مجاهد: الحق يرجع إلى الله، وعليه طريقه، لا يعرج على شيء.

{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر: ٤٢] قال ابن عباس: اختار الله عبادا فأخبر إبليس أنه ليس له عليهم سلطان، أي قوة وحجة في إغوائهم ودعائهم إلى الشرك والضلال.

ثم أوعد من اتبعه فقال: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: ٤٣] قال ابن عباس: يريد إبليس ومن اتبعه من الغاوين.

{لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} [الحجر: ٤٤] قال: سبعة أطباق، طبق

<<  <  ج: ص:  >  >>