قوله:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ}[النحل: ٦١] قال ابن عباس: يريد المشركين.
بظلمهم بافترائهم على الله، {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا}[النحل: ٦١] على الأرض، من دابة يعني دواب الأرض، قال السدي: يقول لأقحط المطر، فلم يبق في الأرض دابة إلا هلكت.
وروي عن ابن مسعود، أنه قرأ هذه الآية، فقال: كاد أن يهلك الجعل في جحره بذنب ابن آدم.
والمعنى أن شؤم ذنوب المشركين كاد أن يصيب دواب الأرض حتى تهلك بسبب ذلك لولا حلم الله وتأخيره العقوبة، {وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[النحل: ٦١] يعني منتهى آجالهم، وانقضاء أعمارهم، وباقي الآية تقدم تفسيره.
ويجعلون يعني المشركين، {لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ}[النحل: ٦٢] يعني البنات، والمعنى: يحكمون لله بما يكرهون هم لأنفسهم، {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ}[النحل: ٦٢] أي: تقول الكذب، ثم فسر ذلك الكذب، فقال:{أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}[النحل: ٦٢] يعني الجنة، قال الزجاج: يصفون أن لهم مع قبيح قولهم من الله الجزاء الحسن، فرد الله عليهم قولهم، وأثبت لهم النار، فقال:{لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}[النحل: ٦٢] ، لا ردٌ لقولهم، أي: ليس الأمر على ما وصفوا جرم فعلهم وقولهم، أي: كسب لهم النار، والمفسرون يقولون: حقا إن لهم النار، {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}[النحل: ٦٢] قال مجاهد، والكلبي، والضحاك: متركون منسيون في النار.