للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلق حواء من ضلع آدم.

{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: ٧٢] الحفدة جمع حافد، يقال: حفد يحفد حفدا وحفودا إذا أسرع، ومنه الدعاء: وإليك نسعى ونحفد.

وكل من خف في الخدمة، وأسرع في العمل بالطاعة، فهو حافد، قال ابن عباس في رواية الوالبي: هم أختان الرجل على بناته.

وقال السدي، وعكرمة: هم ولد الرجل الذين يعينونه.

وقال مجاهد: ولد الولد.

وقال عطية العوفي: هم بنو امرأة الرجل ليسوا منه.

قوله: {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [النحل: ٧٢] قال ابن عباس: يريد من أنواع الثمار والحبوب والحيوان.

{أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} [النحل: ٧٢] قال: يعني الأصنام.

وقال مقاتل: يعني الشيطان.

وقال عطاء: يصدقون أن لي شريكا وصاحبة وولدا.

{وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: ٧٢] قال ابن عباس: يعني التوحيد، وما أنعم عليهم من القرآن والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَوَاتِ} [النحل: ٧٣] يعني الأصنام لا تملك أن ترزقهم من السموات المطر، ولا من الأرض النبات والثمار التي تخرج منها، وقوله: شيئا قال الأخفش: جعل شيئا بدلا من الرزق.

وهو في معنى: لا يملكون رزقا قليلا ولا كثيرا، ولا يستطيعون لا يقدرون على شيء، وليست لهم استطاعة.

{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} [النحل: ٧٤] أي ولا تشبهوه بخلقه لأنه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} [النحل: ٧٤] قال ابن عباس: يعلم ما يكون قبل أن يكون، وما هو كائن إلى يوم القيامة.

{وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٧٤] قدر عظمتي، حيث أشركتم بي، وعجزتموني أن أبعث خلقي.

قوله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ {٧٥} وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {٧٦} } [النحل: ٧٥-٧٦] {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا} [النحل: ٧٥] بين الله شبها فيه بيان المقصود، ثم ذكر ذلك المثل، فقال: عبدا مملوكا إلى قوله: سرا وجهرا قال

<<  <  ج: ص:  >  >>