فِي كلام العرب الزوال، ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار: دالكة، وقيل لها إذا أفلت: دالكة، لأنها فِي الحالتين زائلة.
قال: والقول عندي: إن زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس.
والمعنى: أقم الصلاة من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل، فتدخل فِيها الأولى، والعصر، وصلاتا غسق الليل، وهما العشاءان، ثم قال:{وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ}[الإسراء: ٧٨] فهذه خمس صلوات، ومعنى غسق الليل سواده وظلمته، قال ابن جريج: قلت لعطاء: ما غسق الليل؟ قال: أوله حين يدخل.
وقال ابن مسعود: غسق الليل إظلامه.
قال الفراء، والزجاج: يقال: غسق الليل أغسق إذا أقبل ظلامه.
وقوله:{وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ}[الإسراء: ٧٨] قال ابن عباس، والمفسرون: يريد صلاة الصبح.
قال الزجاج: أي وأقم قرآن الفجر، قال: وفي هذا فائدة عظيمة تدل على أن الصلاة لا تكون بقراءة حيث سميت الصلاة قرآنا.
وقوله:{إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[الإسراء: ٧٨] كلهم قالوا: صلاة الفجر، تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.