وهذه الآية مفسرة فِي { [الأنعام إلى قوله:] وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}[سورة الكهف: ٢٨] .
قال الوالبي، عن ابن عباس: لا تتعداهم إلى غيرهم.
وقال الفراء: لا تنصرف عيناك عنهم.
وقال الزجاج: لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة.
وقوله:{تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: ٢٨] يعني مجالسة أهل الشرف والغنى، وتريد ههنا فِي موضع الحال، أي مريدا، نهي أن يرفع بصره عن ضعفاء المؤمنين، مريدا مجالسة الأشراف، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حريصا على إيمان الرؤساء، طمعا فِي إيمان أتباعهم، ولم ينسب إلى إرادة زينة الحياة الدنيا، لأنه لم يمل إلى الدنيا قط، ولا إلى أهلها، وإنما كان يلين فِي بعض الأحيان للرؤساء، طمعا فِي إيمانهم، فعوتب بهذه الآية، وأمر بأن يجعل إقباله على فقراء المسلمين، وألا يلتفت إلى غيرهم، وقوله:{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}[الكهف: ٢٨] قال ابن عباس: يريد عيينة وأشباهه.