بالرفع، والمعنى: أن تواصلهم وتعاونهم ومخالتهم فِي الكفر واجتماعهم على عداوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسبب هلاكهم فِي الآخرة، يقال: وبق وبقا يوبق فهو وبق، ذكره الفراء فِي المصادر، قال: وحكى الكسائي وبق يبق وبوقا فهو وابق، قال ولم أسمعها.
قوله:{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ}[الكهف: ٥٣] قال ابن عباس: يريد المشركين، رأوها وهي تتلظى حنقا عليهم.
فظنوا علموا وأيقنوا، {أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}[الكهف: ٥٣] واردوها وداخلوها، ومعنى الواقعة الملابسة للشيء بشدة، {وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا}[الكهف: ٥٣] لأنها أحاطت بهم من كل جانب فلم يقدروا على العرب، ولا على الرجوع عنها، المصرف الموضع الذي يصرف إليه.
وقال الزجاج: معناه كان الكافر يدل عليه قوله: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ}[الكهف: ٥٦] .
قوله:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ}[الكهف: ٥٥] يعني أهل مكة، أن يؤمنوا أي الإيمان، {إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى}[الكهف: ٥٥] محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءهم من الله تعالى بالرشاد والبيان، ويستغفروا ربهم عطف على أن يؤمنوا، {إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ}[الكهف: ٥٥] وهو أنهم إذا لم يؤمنوا عذبوا، يقول: لقد قدرت على هؤلاء العذاب، فذلك الذي يمنعهم عن الإيمان، وهذه الآية فيمن قتلوا من المشركين ببدرٍ وأحدٍ، وهو قوله:{أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا}[الكهف: ٥٥] أي: عيانا مقابلة، وقرأ أهل الكوفة قبلا جمع قبيل، أي: صنفا صنفا.
وقوله:{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ}[الكهف: ٥٦] قال ابن عباس: يريد المستهزئين والمقتسمين.
وأتباعهم وجدالهم بالباطل أنهم ألزموه أن يأتي بالآيات على أهوائهم على ما كانوا يقترحون، {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ}[الكهف: ٥٦] ليبطلوا به ما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: دحضت