للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مَغِيبِهَا ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وَثَأْطٍ حَرْمَدِ

قوله: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} [الكهف: ٨٦] أي: عند العين، {قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: ٨٦] قال ابن الأنباري: إن كان ذو القرنين نبيا، فإن الله قال له كما يقول للأنبياء إما بتكليم أو بوحي، ومن قال: لم يكن نبيا، قال: معنى قلنا ألهمنا، لأن الإلهام ينوب عن الوحي كقوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} [القصص: ٧] أي ألهمناها.

وقوله: {إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ} [الكهف: ٨٦] الآية، قال المفسرون: يريد إما أن تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه، وإما أن تأسرهم، فتعلمهم الهدي، وتبصرهم الرشاد.

قال قتادة: قضى فيهم بقضاء الله، وكان عالما بالسياسة.

فقال: {أَمَّا مَنْ ظَلَمَ} [الكهف: ٨٧] قال ابن عباس: أشرك.

{فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} [الكهف: ٨٧] نقتله إذا لم يرجع عن الشرك، {ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ} [الكهف: ٨٧] بعد قتلي إياه، {فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا} [الكهف: ٨٧] يعني فِي النار.

{وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} [الكهف: ٨٨] قال الفراء: الحسنى الجنة.

وأضيف الجزاء إليها، وهي الجزاء، كما يقال: {حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: ٩٥] ، {وَلَدَارُ الآخِرَةِ} [يوسف: ١٠٩] وقرأ أهل الكوفة فله جزاء نصبا، وهو مصدر وقع موقع الحال، المعنى: فله الحسنى جزاء مجزيا بها، وقال ابن الأنباري: جزاء نصب على المصدر.

المعنى: فيجزى الحسنى جزاء، {وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف: ٨٨] قولا جميلا.

قوله: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا {٩٢} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا {٩٣} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا {٩٤} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {٩٥} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {٩٦} فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {٩٧} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا {٩٨} } [الكهف: ٩٢-٩٨] {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: ٨٩] إخبار عن ذي القرنين أنه سلك طريقا يوصله إلى المشرق.

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} [الكهف: ٩٠] قال الحسن، وقتادة: لم يكن بينهم وبين الشمس ستر، لأنهم كانوا فِي مكان لا يستقر عليه البناء.

وقال الكلبي: كانوا حفاة عراة، يفرش أحدهم أذنه، ويلبس الأخرى.

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>