مجانسة، وكل من اتخذ ولدا اتخذه من جنسه، والله تعالى منزه من أن يجانس شيئا، أو يجانسه شيء، فمحال فِي وصفه اتخاذ الولد.
إن كل ما كل، {مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[مريم: ٩٣] من الملائكة والمخلوقين، {إِلا آتِي الرَّحْمَنِ}[مريم: ٩٣] إلا يأتيه يوم القيامة، عبدا ذليلا خاضعا، يعني أن الخلق عبيده، وأن عيسى وعزيرا من جملة العبيد.
لقد أحصاهم عرف عددهم، وعدهم عدا ولا يخفى عليه مبلغ جميعهم، ولا واحد منهم، مع كثرتهم.
{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم: ٩٥] بلا مال ولا نصير يمنعه.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذه الآية {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: ٩٦] ما هو؟ قال:«المحبة فِي صدور المؤمنين، إن الله أعطى المؤمنين المقة والألفة والمحبة فِي صدور الصالحين» .
وقال هرم بن حيان: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.