عُمَرَ الْمَاوَرْدِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا هَمَّامٌ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَقَرَأَ {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} » ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ هُدْبَةَ
قال الحسن: أقم الصلاة لأن تذكرني لأن الصلاة لا تكون إلا بذكر الله.
وهذا قول مجاهد، قال: إذا صلى العبد، ذكر الله.
ثم أخبره بمجيء الساعة، فقال: {إِنَّ السَّاعَةَ} [طه: ١٥] يعني القيامة، {آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: ١٥] قال أكثر المفسرين: أخفيها من نفسي.
وهو قول سعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة.
قال قطرب، والمبرد: هذا على عادة مخاطبة العرب، يقولون إذا بالغوا فِي كتمان الشيء: كتمته حتى من نفسي، أي: لم أطلع عليه أحدا.
ومعنى الآية أن الله بالغ فِي إخفاء الساعة، فذكره بأبلغ ما تعرفه العرب.
قال قتادة: هي فِي بعض القراءة أكاد أخفيها من نفسي ولعمري لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، والأنبياء المرسلين.
قال ابن الأنباري: والمعنى فِي إخفائها التهويل والتخويف، لأن الناس إذا لم يعلموا متى تقوم الساعة كانوا على حذر منها كل وقت.
وقوله: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: ١٥] أي: بما تعمل من خير وشر، واللام فِي لتجزى متعلقة بقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ} [طه: ١٥] .
{فَلا يَصُدَّنَّكَ} [طه: ١٦] لا يمنعنك ولا يصرفنك، عنها عن الإيمان، {مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا} [طه: ١٦] بأنها آتية، {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [طه: ١٦] مراده وخالف أمر الله، {فَتَرْدَى} [طه: ١٦] فتهلك.
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى {١٧} قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى {١٨} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى {١٩} فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى {٢٠} قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى {٢١} } [طه: ١٧-٢١] {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: ١٧] قال الزجاج: ما التي بيمينك؟ ومعنى سؤال موسى عما فِي يده من العصا، التنبيه له عليها ليقع المعجز بها بعد التثبيت فِيها، والتأمل لها.
قال موسى: {هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} [طه: ١٨] أعتمد عليها إذا مشيت، والتوكؤ التحامل على العصا فِي المشي، {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} [طه: ١٨] قال الفراء: أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقها فترعاه الغنم.
فقال: هش يهش هشا إذا خبط الشجر.
{وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: ١٨] المآرب الحوائج، واحدتها مأربة، ومنه المثل: مأربة لا حفاوة.
وأراد بالمآرب ما يستعمل فِيهِ العصا من السفر.
قال الله: {أَلْقِهَا يَا مُوسَى} [طه: ١٩]