وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: ٥٠] ومن قرأ وحرم فهو بمعنى حرام، كما قيل: حل وحلال وقوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}[الأنبياء: ٩٦] معنى فتحهما إخراجهما عن السد الذي جعلا وراءه، وكأنهما قيدا بذلك السد، فإذا ارتفع السد انفتحا، وقوله:{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}[الأنبياء: ٩٦] الحدب كل أكمة مرتفعة من الأرض، وينسلون من النسلان، وهو كمشية الذئب إذا أسرع، والمعنى: وهم من كل شيء من الأرض يسرعون، يعني أنهم يتفرقون في الأرض فلا ترى أكمة إلا وقوم منهم يهبطون منها مسرعين.
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}[الأنبياء: ٩٧] قال ابن عباس: يريد القيامة، فإذا هي فإذا القصة، {شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الأنبياء: ٩٧] أي: القصة أن أبصارهم تشخص في ذلك اليوم، قال الكلبي: شخصت أبصار الكفار فلا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم.
وهو قوله وقالوا:{يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا}[الأنبياء: ٩٧] في الدنيا، {فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا}[الأنبياء: ٩٧] اليوم {بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}[الأنبياء: ٩٧] أنفسنا بتكذيب الرسل.
ثم خاطب أهل مكة، فقال:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ {٩٨} لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ {٩٩} لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ {١٠٠} إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ {١٠١} لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ {١٠٢} لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ {١٠٣} } [الأنبياء: ٩٨-١٠٣]{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الأنبياء: ٩٨] يعني: الأوثان، حصب جهنم الحصب: ما رميت به في النار، قال ابن عباس: