للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ {١٦٥} وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ {١٦٦} قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ {١٦٧} قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ {١٦٨} رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ {١٦٩} فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ {١٧٠} إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ {١٧١} ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ {١٧٢} وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ {١٧٣} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ {١٧٤} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {١٧٥} } [الشعراء: ١٦٥-١٧٥] {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ} [الشعراء: ١٦٥] وهو جمع الذكر ضد الأنثى، قال مقاتل: يعني نكاح الرجال.

{مِنَ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ١٦٥] من بني آدم.

{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} [الشعراء: ١٦٦] يعني: فروج نسائهم، قال مجاهد: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال.

{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: ١٦٦] ظالمون معتدون الحلال إلى الحرام، والطاعة إلى المعصية.

{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ} [الشعراء: ١٦٧] لئن لم تسكت، {يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} [الشعراء: ١٦٧] من بلدتنا.

{قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ} [الشعراء: ١٦٨] يعني إتيان الرجال، {مِنَ الْقَالِينَ} [الشعراء: ١٦٨] المبغضين، يقال: قليته أقليه قلى.

ثم دعا، فقال: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} [الشعراء: ١٦٩] أي: من عذاب ما يعملون.

قال المفسرون: عقوبة صنيعهم.

{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ} [الشعراء: ١٧٠] قال ابن عباس: يعني بناته.

{إِلا عَجُوزًا} [الشعراء: ١٧١] يعني امرأته، {فِي الْغَابِرِينَ} [الشعراء: ١٧١] الباقين في العذاب.

{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ} [الشعراء: ١٧٢] أهلكناهم بالخسف والحصب، وهو أن الله خسف بقراهم وأرسل الحجارة على من كان خارجا من القرية.

وهو قوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} [الشعراء: ١٧٣] فبئس مطر الذين أنذروا بالعذاب.

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {١٧٦} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ {١٧٧} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {١٧٨} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {١٧٩} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {١٨٠} } [الشعراء: ١٧٦-١٨٠] قوله: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: ١٧٦] قال ابن عباس: يريد شعيبا وحده، والأيك شجر الدوم، وهو المقل، وكان أكثر شجرهم الدوم.

وقال مجاهد: الأيكة الغيضة من الشجر الملتف.

وقرأ الحجازيون أصحاب ليكة ههنا وفي ق بغير همز، والهاء مفتوحة، قال أبو علي الفارسي: الأيكة تعريف أيكة، فإذا خففت الهمزة حذفتها وألقيت حركتها على اللام، فقلت: ليكة، كما قالوا: لحمر.

وقول من قال: أصحاب ليكة مشكل لأنه فتح التاء مع إلحاق الألف واللام الكلمة، وهذا في الامتناع كقول من قال: مررت بلحمر، فتح الآخر مع إلحاق لم المعرفة.

وقوله: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ {١٨١} وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ {١٨٢} وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ {١٨٣} وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ {١٨٤} قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ {١٨٥} وَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>