مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [العنكبوت: ١٢] فيما ضمنوا من حمل خطاياهم.
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ}[العنكبوت: ١٣] يعني: أوزارهم التي عملوها، {وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت: ١٣] أوزارا مع أوزارهم، لقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا، وهذا كقوله:{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[النحل: ٢٥] ونحو هذا، ما روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:«أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فعليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا» .
{وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[العنكبوت: ١٣] سؤال توبيخ وتقريع، {عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[العنكبوت: ١٣] قال ابن عباس: يقولون على الله الكذب.
وقال مقاتل: يعني قولهم: نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله.
ثم عزى نبيه بما ابتلي به النبيون من قبله من قومهم، فقال:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {١٤} فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ {١٥} } [العنكبوت: ١٤-١٥]{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ}[العنكبوت: ١٤] أقام فيهم يدعوهم إلى الله، {أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا}[العنكبوت: ١٤]
وقوله:{فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ}[العنكبوت: ١٤] قال مقاتل: يعني الماء طفا فوق كل شيء فغرقوا.
وهم ظالمون قال ابن عباس: مشركون.
فأنجيناه يعني: نوحا من الغرق، وأصحاب السفينة الذين كانوا معه فيها، {وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}[العنكبوت: ١٥] تركنا السفينة عبرة لمن بعدهم من الناس، إن عصوا رسولهم فعلنا بهم مثل ذلك.