وقوله:{ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[العنكبوت: ٥٧] أي: تصيرون إليه أحياء فيجزيكم بأعمالكم.
ثم أخبر عن حالهم في القيامة وعند الحساب، فقال:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ {١٢} وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {١٣} فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {١٤} } [السجدة: ١٢-١٤] ولو ترى يا محمد، إذ المجرمون قال مقاتل: يعني كفار مكة.
{نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[السجدة: ١٢] مطأطئوها حيا وندما، يقولون {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا}[السجدة: ١٢] ما كنا ننكر، وسمعنا فارجعنا إلى الدنيا، نعمل صالحا نقول لا إله إلا الله، إنا موقنون قال ابن عباس: اتقوا ذلك اليوم ما كانوا ينكرون في الدنيا.
ثم أخبر أنه إنما يؤمن من قدر الله له الإيمان، فقال:{وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}[السجدة: ١٣] قال ابن عباس: رشدها وبيانها.