للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرُّعْبَ} [الأحزاب: ٢٦] ألقى في قلوبهم الخوف، فريقا تقتلون يعني المقاتلة، وتأسرون فريقا يعني الذراري.

{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [الأحزاب: ٢٧] يعني: عقارهم، ونخلهم، ومنازلهم، وأموالهم من الذهب والفضة والحلي والعبيد والإماء، {وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} [الأحزاب: ٢٧] بأقدامكم بعد، وهي مما سيفتحها الله عليكم، يعني خيبر، فتحها الله عليكم بعد بني قريظة، وقال قتادة: هي مكة.

وقال الحسن: هي فارس والروم.

وقال عكرمة: هي كل أرض يظهر عليها المسلمون إلى يوم القيامة.

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} [الأحزاب: ٢٧] من القرى أن يفتحها على المسلمين، قديرا.

{يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا {٢٨} وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا {٢٩} } [الأحزاب: ٢٨-٢٩] قوله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا} [الأحزاب: ٢٨] قال المفسرون: إن أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سألنه شيئا من أعراض الدنيا، وطلبن منه زيادة في النفقة، وآذينه بغيرة بعضهن على بعض، فآلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهن شهرا، وأنزل آية التخيير، وهي قوله تعالى: {قُلْ لأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: ٢٨] وكن يومئذ تسعا: عائشة رضي الله عنها، وحفصة، وأم حبيبة، وسودة، وأم سلمة، وهؤلاء من قريش، وصفية الخيبرية، وميمونة الهلالية، وزينب بنت جحش الأسدية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية.

٧٤٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُطَّوِّعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَهْوَازِيُّ، نا ابْنُ حُمَيْدٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسًا مَعَ حَفْصَةَ فَتَشَاجَرَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ أَجْعَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ رَجُلا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ لَهَا: فَأَبُوكِ إِذًا، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ عَلَيْهَا؛ قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَكَلَّمْ وَلا تَقُلْ إِلا حَقًّا، فَرَجَّعَ عُمَرُ يَدَهُ فَوَجَأَ وَجْهَهَا، ثُمَّ رَجَّعَ يَدَهُ فَوَجَأَ وَجْهَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُفَّ، فَقَالَ عُمَرُ، يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ، النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَوْلا مَجْلِسُهُ مَا رَفَعْتُ يَدِي حَتَّى تَمُوتِي فَقَامَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ إِلَى غُرْفَةٍ فَمَكَثَ فِيهَا شَهْرًا لا يَقْرَبُ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ، يَتَغَدَّى وَيَتَعَشَّى فِيهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ قَوْلَهُ: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا إِلَى قَوْلِهِ: لَطِيفًا خَبِيرًا} فَنَزَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ، فَقُلْنَ: نَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَنْ عَرَضَ عَلَيْهَا حَفْصَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَاللَّهِ لا أَعُودُ إِلَى شَيْءٍ تَكْرَهُهُ أَبَدًا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>