وقوله:{إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ}[الأحزاب: ٥٣] أي: يدعو إليه، غير ناظرين منتظرين، إناه نضجه وإدراكه، يقال: أنا يأني إناء إذا حان وقت إدراكه، وكانوا يدخلون بيته فيجلسون منتظرين إدراك الطعام، فنهوا من ذلك.
وقوله:{وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ}[الأحزاب: ٥٣] أي: بعد أن تأكلوا، كانوا يجلسون أيضا بعد الطعام يتحدثون طويلا، وكان يؤذيه ذلك ويستحي، أي: وكان يؤذيه ذلك ويستحي أن يقول لهم قوموا، فذلك قوله:{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ}[الأحزاب: ٥٣] قال الزجاج: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتمل إطالتهم كرما منه، ويصبر على الأذى في ذلك، فعلم الله من يحضره الأدب، فصار أدبا لهم ولمن بعدهم.