{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ {٢٩} إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ {٣٠} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ {٣١} } [الزمر: ٢٩-٣١]{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا}[الزمر: ٢٩] ثم بينه، فقال:{رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ}[الزمر: ٢٩] متنازعون مختلفون، ورجلا سلما لرجل سلم له من غير منازع، ومن قرأ سلما فهو مصدر وصف به على معنى: ورجلا ذا سلم لرجل، من قولهم: هو لك سلم، أي: مسلم لا منازع لك فيه.
قال الزجاج: وهذا المثل ضرب لمن وحد الله عز وجل، ولمن جعل معه شركاء.
قال مقاتل: يقول: هل يستوي عبد يشترك فيه نفر مختلفون يملكونه جميعا، ورجل خالص لرجل لا شركة فيه لأحد؟ ثم قال:{هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا}[الزمر: ٢٩] أي: يستوي من يعبد آلهة شتى مختلفة، يعني الكافر، والذي يعبد ربا واحدا، يعني المؤمن؟ وهذا استفهام معناه الإنكار، أي لا يستويان، وذلك أن الخالص لمالك واحد يستحق من معونته وإحسانه ما لا يستحقه صاحب الشركاء المتعاشرين المختلفين في أمره، وتم الكلام، ثم قال: الحمد لله أي: له الحمد كله دون غيره من المعبودين، بل أي: دع الكلام الأول، {أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٢٩] ما يصيرون إليه من العقاب، والمراد بالأكثر الكل.
ثم أخبر نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأنه يموت، وأن هؤلاء الذين يكذبونه يموتون ويجتمعون للخصومة عند الله، وهو قوله:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر: ٣٠] .
{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}[الزمر: ٣١] قال ابن عباس: يعني الحق والمبطل، والظالم والمظلوم.