ضَلالٍ} [غافر: ٢٥] أي: يذهب كيدهم باطلا، ويحيق بهم ما يريده الله عز وجل.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى}[غافر: ٢٦] وإنما قال هذا، لأنه كان في خاصة قوم فرعون، من يمنعه من قتله خوفا من الهلاك، وليدع ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا رسولا، فليمنعه من القتل إن قدر، {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ}[غافر: ٢٦] : يبدل عبادتكم إياي، {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر: ٢٦] أراد ظهور الهدى، وتغير أحكام فرعون، فجعل ذلك فسادا، ومعنى أو: وقوع أحد الشيئين، المعنى: أخاف أن يبدل دينكم، وإن لم يبدله أوقع فيه الفساد، ومن قرأ: وأن يظهر فيكون المعنى: أخاف إبطال دينكم والفساد معه، وقرئ يظهر بضم الياء، الفساد نصبا وهو أشبه بما قبله، لإسناد الفعل إلى موسى.
فلما قال فرعون هذا، استعاذ موسى بالله، فقال:{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ}[غافر: ٢٧] : متعظم عن الإيمان.