قوله:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}[فصلت: ٤٥] هذا تعزية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: كما آتيناك الكتاب، فكذب به قومك، وصدق بعضهم، آتينا موسى الكتاب، فمن مكذب به، ومن مصدق، وهو قوله:{فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}[فصلت: ٤٥] في تأخير العذاب عن مكذبي القرآن إلى أجل مسمى، يعني: القيامة، لقضي بينهم بالعذاب الواقع لمن كذب، {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}[فصلت: ٤٥] من صدقك، وكتابك، مريب موقع لهم الريبة.
قوله تعالى:{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}[فصلت: ٤٧] أخبر أن علم القيامة متى يقوم عند الله، لا يعلمه غيره، فعلمها إذا سئل عنها مردود إليه، وما تخرج من ثمرة من أكمامها أوعيتها، وهي ما كانت فيه الثمرة، واحدها كم، وقرئ ثمرات، والإفراد يدل على الكثرة، فيستغنى به عن الجمع، ويوم يناديهم ينادي الله تعالى المشركين، أين شركائي أي: في قولكم وزعمكم، كما قال:{أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص: ٦٢] ، قالوا آذناك أعلمناك، {مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}[فصلت: ٤٧] شاهد بأن لك شريكا، يتبرءون يومئذ من أن يكون مع الله شريك.
{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ}[فصلت: ٤٨] زال وبطل في الآخرة، ما كانوا يعبدون في الدنيا، وظنوا علموا وأيقنوا، {مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ}[فصلت: ٤٨] فرار عن النار.