{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ}[الشورى: ٢٠] معنى الحرث في اللغة: الكسب، يقال: هو يحرث لعياله ويحترث، أي: يكتسب، قال ابن عباس: من كان يريد العمل لله بما يحب الله، ويرضى.
{نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}[الشورى: ٢٠] أعينه على عبادتي، وأسهل عليه، {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا}[الشورى: ٢٠] أي: من كان يسعى لدنياه، وآثرها على آخرته، نؤته منها قال قتادة: أي: بقدر ما قسم له، كقوله:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ}[الإسراء: ١٨] .
{وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}[الشورى: ٢٠] لأن عمل لدنياه، لا لآخرته، وهذا يعني به الكافر.
قوله:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ}[الشورى: ٢١] يعني: كفار مكة، يقول: ألهم آلهة سنوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟ قال ابن عباس: شرعوا لهم دينا غير دين الإسلام.
{وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}[الشورى: ٢١] لولا أن الله تعالى حكم في كلمة الفصل بين الخلق، بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة، لفرغ من عذاب الذين يكذبونك في الدنيا، وإن الظالمين الذين يكذبونك، {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الشورى: ٢١] في الآخرة.
ترى الظالمين يعني: في الآخرة، مشفقين خائفين، مما كسبوا من الكفر والتكذيب، {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ}[الشورى: ٢٢] أي: وجزاؤه واقع بهم، قال الزجاج: وجزاء كسبهم واقع بهم.