{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا}[الزخرف: ١٥] حكموا بأن بعض العباد، وهم الملائكة، له أولاد، ومعنى الجعل ههنا: الحكم بالشيء، وهذا معنى قول ابن عباس، ومجاهد، والحسن، قالوا: زعموا أن الملائكة بنات الله.
تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وقال الأزهري: ومعنى الآية: أنهم جعلوا لله من عباده نصيبا على معنى أنهم جعلوا نصيب الله من الولد.
إن الإنسان يعني: الكافر، لكفور جحود لنعم الله، مبين ظاهر الكفران.
ثم أنكر عليهم هذا، فقال:{أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ}[الزخرف: ١٦] وهذا استفهام توبيخ وإنكار، يقول: أتخذ ربكم لنفسه البنات؟ وأصفاكم أخلصكم، بالبنين كقوله:{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ}[الإسراء: ٤٠] الآية.
ثم زاد في الاحتجاج عليهم بقوله:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلا}[الزخرف: ١٧] بما جعل لله شبها، وذلك أن ولد كل شيء شبيهه وجنسه، والآية مفسرة في { [النحل.