{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}[محمد: ١٥] لذيذة لهم، كما قال:{بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}[الصافات: ٤٦] ، {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}[محمد: ١٥] من العكر والكدر، ولهم فيها في الجنة، {مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ}[محمد: ١٥] قال الفراء: أراد: أمن كان في هذا النعيم، كمن هو خالد في النار؟ {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا}[محمد: ١٥] شديد الحر، تستعر عليه جهنم منذ خلقت، فقطع أمعاءهم في الجوف، من شدة الحر.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل، أنا عبد المؤمن بن خلف، أنا أبو العباس أحمد بن محمد المسروقي، حدثني علي بن يحيى، عن محمد بن عبيد الله الكاتب، قال: قدمت من مكة، فلما صرت إلى طيزناباذ، ذكرت بيت أبي نواس:
بطيزناباذ كرم ما مررت به ... إلا تعجبت ممن يشرب الماء