العباس عن اللام في قوله:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}[الفتح: ٢] .
فقال: هي لام كي، معناها:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[الفتح: ١] لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة في الفتح، فلما انضم إلى المغفرة شيء حادث واقع، حسن معنى كي، وغلط من قال: ليس الفتح سبب المغفرة، ولكن المعنى: ليجمع لك مع المغفرة تمام النعمة.
وقوله:{مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢] قال ابن عباس: ما تقدم ما كان عليك من إثم الجاهلية، وما تأخر مما يكون.
وهذا على طريقة من جوز الصغائر على الأنبياء عليهم السلام، وقال سفيان الثوري: ما تقدم مما عملت في الجاهلية، {وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢] ما لم تعمله.
ويذكر هذا على طريقة التأكيد كما يقال: أعطى من رآه ومن لم يره، وضرب من لقيه ومن لم يلقه.