مسعدة بن اليسع، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي: أن رجلًا اغتاب عنده رجلًا، قال: فأخبرني أنه رأى في المنام، كأن زنجيًا أتاه بطبق عليه جنب لحم خنزير لم أر لحمًا أنتن منه، فقال: كل.
فقلت: آكل لحم خنزير! قال: فتهددني، وقال لي: كل.
فأكلت، قال يزيد: فحلف لي أنه لم يزل شهرًا يجد نتن ذلك في فيه.
واتقوا الله في الغيبة، {إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ}[الحجرات: ١٢] على من تاب، رحيم به.
قوله:{يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}[الحجرات: ١٣] يعني: آدم وحواء، أي: إنكم متساوون في النسب، لأن كلكم يرجع بالنسب إلى آدم وحواء، نزلت الآية في الزجر عن التفاخر بالأنساب.
ثم ذكر أنه إنما فرق بين أنساب الناس، ليتعارفوا، لا ليتفاخروا، فقال: وجعلناكم شعوبًا وهي جمع شعب، وهو الحي العظيم مثل مضر وربيعة، والقبائل دونها، وهم كبكر من ربيعة، وتميم من مضر، هذا قول جماعة المفسرين، وروى عطاء، عن ابن عباس، قال: يريد بالشعوب الموالي، وبالقبائل العرب.
وإلى هذا ذهب قوم، فقالوا: الشعوب من العجم، وهم من لا يعرف لهم أصل، ولا نسب كالهند، والجيل، والترك، والقبائل من العرب.