روينا عن جميعهم ذلك في مسند التفسير، وجميع المفسرين على هذا، إلا ما روى عثمان بن عطاء، عن أبيه، أنه قال: معناه: سينشق القمر.
والعلماء كلهم على خلافه وإنما ذكر اقتراب الساعة مع انشقاق القمر، لأن انشقاقه من علامات نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونبوته وزمانه من أشراط اقتراب الساعة، قال الزجاج: زعم قوم عندوا عن القصد، وما عليه أهل العلم أن تأويله: أن القمر ينشق يوم القيامة.
والأمر بين في اللفظ وإجماع أهل العلم، لأن قوله:{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر: ٢] يدل على أن هذا كان في الدنيا، لا في القيامة، قال المفسرون: لما انشق القمر، قال المشركون: سحرنا محمد.
فقال الله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً}[القمر: ٢] ، يعني: انشقاق القمر، يعرضوا عن التصديق، والإيمان بها، {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر: ٢] قوي شديد، يعلو كل سحر، من قولهم: استمر الشيء إذا قوي واستحكم.
ثم ذكر تكذيبهم، فقال: وكذبوا يعني: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما عاينوا من قدرة الله، {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}[القمر: ٣] وما زين لهم الشيطان من الباطل الذي هم عليه، {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}[القمر: ٣] قال الكلبي: لكل أمر حقيقة ما كان منه في الدنيا فسيظهر، وما كان منه في الآخرة فسيعرف.
وقال قتادة: وكل أمر مستقر فالخير يستقر بأهل الخير، والشر يستقر بأهل الشر.
وقال الفراء: يقول: يستقر قرار تكذيبهم، وقرار قول المصدقين، حتى يعرفوا حقيقته بالثواب