قال ابن مسعود: لم يكن بين إسلامهم وبين أن أعلمهم الله بهذه الآية إلا أربع سنين.
وقال الزجاج: نزلت في طائفة من المؤمنين، حثوا على الرقة والخشوع، فأما من وصفهم الله تعالى بالرقة والخشوع فطبقة من المؤمنين فوق هؤلاء.
{وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}[الحديد: ١٦] يعني: القرآن، ومن قرأ بالتخفيف فالمعنى فيهما واحد، لأنه لا ينزل إلا بأن ينزله الله تعالى، {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ}[الحديد: ١٦] يعني: اليهود والنصارى، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ}[الحديد: ١٦] الزمان بينهم وبين أنبيائهم، {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}[الحديد: ١٦] قال ابن عباس: مالوا إلى الدنيا، وأعرضوا عن مواعظ الله.
والمعنى: أنه ينهى المؤمنين أن يكونوا في صحبة القرآن كاليهود والنصارى، الذين قست قلوبهم لما طال عليهم الدهر، ولهذا قال القرظي: يجب أن يزداد المؤمن إيمانًا، ويقينًا، وإخلاصًا في طول صحبة الكتاب.