قوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا}[المجادلة: ١٤] الآية نزلت في المنافقين، تولوا اليهود، ونقلوا إليهم أسرار المسلمين، وأراد بقوله:{قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}[المجادلة: ١٤] اليهود، {مَا هُمْ مِنْكُمْ}[المجادلة: ١٤] يعني: المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاية، ولا من اليهود، {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ}[المجادلة: ١٤] وذلك: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الله بن نبتل المنافق: على ماذا تشتمني أنت وأصحابك؟ فحلفوا أنهم لم يفعلوا، ولم يوالوا اليهود، فذلك قوله:{وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[المجادلة: ١٤] أنهم كذبة.
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}[المجادلة: ١٦] يتوقون بها من القتل، {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[المجادلة: ١٦] صدوا المؤمنين عن جهادهم، وأخذ مالهم.
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ}[المجادلة: ١٨] قال مقاتل، وقتادة: يحلفون لله في الآخرة أنهم كانوا مؤمنين، كما حلفوا لأوليائه في الدنيا.
{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ}[المجادلة: ١٨] من أيمانهم الكاذبة، {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[المجادلة: ١٨] في قولهم وأيمانهم.
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}[المجادلة: ١٩] غلب واستولى، قال المبرد: استحوذ على الشيء: حواه وأحاط به، ومعناه: استدار عليهم الشيطان وأحاط بهم.