قال المفسرون: إن الآية نزلت في حاطب، حين كتب إلى مشركي قريش يخبرهم بمسير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم لما قصد فتح مكة، ينهاه الله عن موالاة الكفار.
وقوله:{تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}[الممتحنة: ١] قال الزجاج: تلقون إليهم أخبار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسره، بالمودة التي بينكم وبينهم، وقد كفروا والواو للحال، لأن المعنى: وحالهم، {وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}[الممتحنة: ١] يعني: القرآن، {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ}[الممتحنة: ١] من مكة، أن تؤمنوا لأن تؤمنوا، كأنه قال: يفعلون ذلك لإيمانكم، {بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ}[الممتحنة: ١] هذا شرط جوابه متقدم، وهو قوله:{لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: ١] ، وقوله:{جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي}[الممتحنة: ١] منصوبان لأنهما مفعول لهما، {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}[الممتحنة: ١]