{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}[التحريم: ١١] وهي: آسية ابنة مزاحم، كانت قد آمنت بموسى، وسألت الله بيتًا في الجنة، فقالت:{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}[التحريم: ١١] أي: حيث لا يتصرف فيه إلا بإذنك وهو الجنة، قال أبو هريرة: إن فرعون أوتد لامرأته بأوتاد في يديها ورجليها، فكانت إذا تفرقوا عنها، ظللتها الملائكة.
فقالت:{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}[التحريم: ١١] فكشف الله لها بيتها في الجنة، حتى رأته قبل موتها، وقوله:{وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ}[التحريم: ١١] قال مقاتل: وعمله الشرك.
وروى أبو صالح، عن ابن عباس:{وَعَمَلِهِ}[التحريم: ١١] قال: جماعة: {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[التحريم: ١١] المشركين أهل دينه.
قال مقاتل: يقول الله تعالى لعائشة، وحفصة: لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية، كونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم.
وهو قوله:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}[التحريم: ١٢] وقد تقدم تفسيره، {فَنَفَخْنَا فِيهِ}[التحريم: ١٢] أي: في جنب درعها، وذلك: أن جبريل عليه السلام مد جيب درعها بإصبعه، ثم نفخ في جيبها، فحبلت، والكناية من غير مذكور.