للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَجُلٍ مِنْكُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي النَّارِ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيُحَدِّثُكَ أَبُوكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَحَلَفْتُ لَهُ ثَلاثَةَ أَيْمَانٍ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا سَمِعْتُ فِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ، حَدِيثًا هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا، رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاج فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْبَزَّاز، عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

قوله: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} [القلم: ٤٣] يعني: حين أيقنوا بالعذاب، وعاينوا النار، {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [القلم: ٤٣] يغشاهم ذل الندامة والحسرة، {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} [القلم: ٤٣] يعني: بالأذان في دار الدنيا والإقامة، ويؤمرون بالصلاة المكتوبة، {وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: ٤٣] معافون، ليس في أصلابهم مثل سفافيد الحديد، قال سعيد بن جبير: كانوا يسمعون حي على الفلاح، فلا يجيبون.

وفي هذا وعيد لمن قعد عن الصلاة في الجماعة.

قوله: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} [القلم: ٤٤] يقول: خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن.

قال الزجاج: معناه: لا تشغل قلبك به، كله إلىّ فإني أكفيك أمره.

{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} [القلم: ٤٤] وهذا مفسر في { [الأعراف مع ال: التي بعدها.

وقوله:] أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} [القلم: ٤٦] مفسر مع الآية التي بعدها في { [الطور.

] فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {٤٨} لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ {٤٩} فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {٥٠} وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ {٥١} وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ {٥٢} } [سورة القلم: ٤٨-٥٢] .

قوله: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [القلم: ٤٨] اصبر على أذاهم، لقضاء ربك الذي هو آت، ولا تكن في الضجر، والغضب، والعجلة، {كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: ٤٨] يونس بن متى، ثم أخبر عن عقوبة يونس حين لم يصبر، فقال: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [الأنبياء: ٨٣] من بطن الحوت، بقوله: {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧] ، وهو مكظوم مملوء غمًا، ومثله: {كَظِيمٌ} [يوسف: ٨٤] .

{لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ} [القلم: ٤٩] أدركه، نعمة رحمة، من ربه وهو أن رحمه، وتاب عليه، {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} [القلم: ٤٩] لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض، {وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم: ٤٩] يذم، ويلام

<<  <  ج: ص:  >  >>