قوله:{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}[القلم: ٤٣] يعني: حين أيقنوا بالعذاب، وعاينوا النار، {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}[القلم: ٤٣] يغشاهم ذل الندامة والحسرة، {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ}[القلم: ٤٣] يعني: بالأذان في دار الدنيا والإقامة، ويؤمرون بالصلاة المكتوبة، {وَهُمْ سَالِمُونَ}[القلم: ٤٣] معافون، ليس في أصلابهم مثل سفافيد الحديد، قال سعيد بن جبير: كانوا يسمعون حي على الفلاح، فلا يجيبون.
وفي هذا وعيد لمن قعد عن الصلاة في الجماعة.
قوله:{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ}[القلم: ٤٤] يقول: خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن.
قال الزجاج: معناه: لا تشغل قلبك به، كله إلىّ فإني أكفيك أمره.
{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ}[القلم: ٤٤] وهذا مفسر في { [الأعراف مع ال: التي بعدها.
وقوله:] أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} [القلم: ٤٦] مفسر مع الآية التي بعدها في { [الطور.
قوله:{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}[القلم: ٤٨] اصبر على أذاهم، لقضاء ربك الذي هو آت، ولا تكن في الضجر، والغضب، والعجلة، {كَصَاحِبِ الْحُوتِ}[القلم: ٤٨] يونس بن متى، ثم أخبر عن عقوبة يونس حين لم يصبر، فقال:{إِذْ نَادَى رَبَّهُ}[الأنبياء: ٨٣] من بطن الحوت، بقوله:{لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[الأنبياء: ٨٧] ، وهو مكظوم مملوء غمًا، ومثله:{كَظِيمٌ}[يوسف: ٨٤] .
{لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ}[القلم: ٤٩] أدركه، نعمة رحمة، من ربه وهو أن رحمه، وتاب عليه، {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ}[القلم: ٤٩] لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض، {وَهُوَ مَذْمُومٌ}[القلم: ٤٩] يذم، ويلام