ومن قرأ سال بغير همز، فإنه خفف الهمزة وقلبها ألفًا، وقوله: للكافرين تقدير الكلام: بعذاب للكافرين واقع، والمعنى: أن العذاب الذي سأله النضر في الدنيا هو للكافرين في الآخرة، لا يدفعهم عنهم أحد، وهو قوله:{لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}[المعارج: ٢] من الله، أي: بعذاب.
{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ}[المعارج: ٣] وهي الدرجات، قال الكلبي: ذي السموات، وسماها معارج، لأن الملائكة تعرج فيها.
وقوله:{تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}[المعارج: ٤] أي: إلى الموضع الذي لا يجري لأحد سواه فيه حكم، فجعل عروجهم إلى ذلك الموضع عروجًا إليه، كقول إبراهيم:{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي}[الصافات: ٩٩] أي: إلى حيث أمرني ربي بالذهاب إليه، وقوله:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج: ٤] قال عكرمة، وقتادة: يعني يوم القيامة.
وروى ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، أنه قال: في هذه الآية، وفي قوله:{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ}[الحج: ٤٧] : يومان ذكرهما الله في كتابه، أكره أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم.
وقال قوم: معنى الآية: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج: ٤] لو ولي الحساب غير الله.
هذا معنى قول عطاء، عن ابن عباس، ومقاتل.
قال عطاء: ويفرغ الله في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا.