للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ} [نوح: ٧] إلى طاعتك، والإيمان بك، {لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [نوح: ٧] لئلا يسمعون صوتي، {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} [نوح: ٧] غطوا بها وجوهم، لئلا يروني، وأصروا على كفرهم، واستكبروا عن دعوتي، والإيمان بك.

{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} [نوح: ٨] معلنًا لهم بالدعاء، قال ابن عباس: بأعلى صوتي.

{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ} [نوح: ٩] أي: كررت لهم الدعاء، معلنًا وإسرارًا، وهو قوله: {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح: ٩] قال ابن عباس: يريد: الرجل بعد الرجل، أكلمه سرًا، فيما بيني وبينه، أدعوه إلى عبادتك وتوحيدتك.

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} [نوح: ١٠] قال مقاتل: إن قوم نوح لما كذبوه زمانًا طويلًا، حبس الله عنهم المطر، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فقال لهم نوح: استغفروا ربكم من الشرك.

أي: استدعوا مغفرته بالتوحيد.

{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: ١١] كثير الدر، وهو التخلب بالمطر.

١٢٤٣ - أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي كِتَابِهِ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَدَّادِيُّ، أنا أَبُو يَزِيدَ الْخَالِدِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَحَطَ الْمَطَرُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ يَسْتَسْقِي، فَلَمْ يَذْكُرْ إِلا الاسْتِغْفَارَ حَتَّى نَزَلَ، فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا سَمِعْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْغَيْثَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي بِهَا يُسْتَنْزَلُ الْقَطْرُ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}

{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا {١١} } [نوح: ١١] ، وقرأ التي في هود: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [هود: ٥٢] .

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>