{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}[الجن: ٢] يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان، فآمنا به بذلك القرآن، ولن نشرك لن نعدل، بربنا أحدًا يعنون: إبليس، أي: لا نطيعه في الشرك بالله.
قوله:{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}[الجن: ٣] الاختيار كسر إن، لأنه من قول الجن لقومهم، فهو معطوف على قوله:{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا}[الجن: ١] ، وقالوا: وإنه تعالى جد ربنا، وأما من فتح، فقال الفراء: رد أن في كل ال { [على قوله:] فَآمَنَّا بِهِ}[سورة الجن: ٢] وآمنا بكل ذلك، ففتح أنه: لوقوع الإيمان عليه، ومعنى: جد ربنا جلال ربنا، وعظمته، يقال: جد فلان.
أي: عظم، ومنه الحديث:" كان الرجل إذا قرأ البقرة جد فينا، أي: عظم قدره "، قال الزجاج: تعالى جلال ربنا، وعظمته عن أن يتخذ صاحبة، أو ولدًا.
وهو قوله:{مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا}[الجن: ٣] .
{وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا}[الجن: ٤] يعني: الكفار والمشركين منهم، وقال مجاهد، وقتادة: هو إبليس.
{عَلَى اللَّهِ شَطَطًا}[الجن: ٤] كذبًا، وجورًا، وهو وصفه بالشرك والولد.
وأنا ظننا قالت الجن: إنا ظننا أن الإنس والجن كانوا لا يكذبون على الله، بأن له شريكًا، وصاحبة، وولدًا.
أي: كنا نظنهم صادقين حتى سمعنا القرآن.
قال الله تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}[الجن: ٦] وهو أن الرجل في الجاهلية كان إذا سافر، فأمسى في قفر