للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يولهون إليه فِي حوائجهم، ويضرعون إليه فيما ينوبهم، ويفزعون إليه فِي كل ما يصيبهم، كما يوله كل طفل إلى أمه.

قوله: الرحمن الرحيم قال الليث: هما اسمان اشتقاقهما من الرحمة.

وقال أبو عبيدة: هما صفتان لله معناهما: ذو الرحمة.

ورحمة الله: إرادته الخير والنعمة والإحسان إلى من يرحمه.

والرحمن عند قوم أشد مبالغة من الرحيم، كالعلام من العليم، ولهذا قيل: «رحمن الدنيا ورحيم الآخرة» .

لأن رحمته فِي الدنيا عمت المؤمن والكافر، والبر والفاجر، ورحمته فِي الآخرة اختصت بالمؤمنين.

وقال آخرون: إنهما بمعنى واحد، كندمان ونديم، ولهفان ولهيف، وجمع بينهما للتأكيد، كقولهم: فلان جاد مجد.

قوله: الحمد لله قال ابن عباس: يعني الشكر لله، وهو أنه صنع إلى خلقه فحمدوه، يعني أنه أحسن إليهم فشكروه وأثنوا عليه.

والحمد قد يكون شكرا للصنيعة وقد يكون ابتداء للثناء على الرجل، يقال: حمدته على معروفه.

كما يقال: شكرته.

ويقال: حمدته على علمه وعلى شجاعته.

إذا أثنيت عليه بذلك، ولا يقال فِي هذا المعنى: شكرته.

فحمد الله: الثناء عليه والشكر لنعمه.

قال ابن الأنباري: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: ٢] يحتمل أن يكون هذا إخبارا أخبر الله تعالى به، والفائدة فِيهِ: أنه بين أن حقيقة

<<  <  ج: ص:  >  >>