للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السورة { [.

ورواه عطاء، عن ابن عباس، قال: يريد: قم نذيرًا للبشر.

لمن شاء بدل من قوله: للبشر، أن يتقدم أي: في الخير والإيمان، أو يتأخر عنه، والمعنى: أن الإنذار قد حصل لكل أحد ممن آمن، أو كفر.

] كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {٣٨} إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ {٣٩} فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ {٤٠} عَنِ الْمُجْرِمِينَ {٤١} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {٤٢} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {٤٣} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {٤٤} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ {٤٥} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ {٤٦} حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ {٤٧} فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ {٤٨} } [سورة المدثر: ٣٨-٤٨] .

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: ٣٨] مأخوذة بعملها، قال ابن عباس: مرتهنة في جهنم.

{إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر: ٣٩] وهم المؤمنون، قال الكلبي: هم الذين قال الله تعالى: هؤلاء في الجنة ولا أبالي.

وهم الذين كانوا على يمين آدم.

وقال مقاتل: هم الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم، لا يرتهنون بذنوبهم في النار.

وهو قوله: {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ {٤٠} عَنِ الْمُجْرِمِينَ {٤١} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {٤٢} } [المدثر: ٤٠-٤٢] وما أدخلكم النار؟ فأجابوا عن أنفسهم، فقالوا: {لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: ٤٣] لله في الدنيا، {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر: ٤٤] لم نتصدق على المساكين، ولم نطعمهم في الله.

{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر: ٤٥] مع أهل الباطل في الباطل والتكذيب، قال قتادة: كلما غوى غاو، غوينا معه.

{وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: ٤٦] الجزاء، والحساب.

{حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: ٤٧] الموت.

١٢٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، أنا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، نا الْعَسْكَرِيُّ، نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِأَدْنَى أَهْلِ النَّارِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عَبْدِي أَتَفْتَدِي مِنِّي بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا، فَيَقُولُ: نَعَمْ إِنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ كُنْتُ أَسْأَلُكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>