ليتني لم أفعل.
وهذا قول عطاء، عن ابن عباس.
وقال الحسن: هي النفس المؤمنة، لا ترى المؤمن إلا يلوم نفسه على كل حال.
قوله: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ} [القيامة: ٣] يعني: الكافر بالبعث، {أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: ٣] قال ابن عباس: يريد: أبا جهل، يقول: أيحسب أن لن يبعث.
بلى نجمعها، {قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: ٤] على ما كانت، وإن قل عظامها وصغرت، نردها كما كانت، ونؤلف بينها حتى يستوي البنان، ومن قدر على جمع صغار العظام، كان على جمع أكابرها أقدر، وهذا قول، الزجاج، وابن قتيبة.
والمفسرون يقولون: نجعلها كخف البعير، أو كحافر الدابة.
والمعنى: نجعل بنانه مع كفه صفحة مستوية، لا شقوق فيها، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللطيفة كالكتابة، والخياطة.
{بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ} [القيامة: ٥] يعني: الكافر، ليفجر أمامه يقدم الذنب، ويؤخر التوبة، والمعنى: يريد أن يعصي، ويكفر أبدًا ما عاش، قال ابن الأنباري: يريد أن يفجر ما امتد عمره، وليس في نيته أن يرجع عن ذنب يرتكبه.
{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: ٦] أي: متى يكون ذلك؟ تكذيبًا به.
قال الله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: ٧] فزع، وتحير لما يرى من العجائب التي كان يكذب بها، قال الكلبي: وذلك عند رؤية جهنم، يبرق أبصار الكفار.
والفتح في برق لغة.
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة: ٨] ذهب ضوءه.
{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة: ٩] كالبعيرين القرينين، وقال مجاهد: كُورا يوم القيامة.
وهو اختيار الفراء، والزجاج، قالا: جمعا في ذهاب نورهما.
يقول الإنسان المكذب بيوم القيامة: أين المفر أين الفرار؟ ويجوز أن يكون الفرار موضع الفرار.
قال الله تعالى: {كَلَّا لا وَزَرَ} [القيامة: ١١] لا جبل، ولا حصن، ولا ملجأ من الله.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} [القيامة: ١٢]