وقال أهل العلم: الآية تدل على أن إطعام الأسارى، وإن كانوا من غير أهل ملتنا، حسن يرجى ثوابه، فأما فريضة الكفارات والزكوات، فلا يجوز وضعها في فقراء المشركين.
وقال عطاء، وسعيد بن جبير: الأسير هو المسجون من أهل القبلة.
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}[الإنسان: ٩] قال المفسرون: إنهم لن يتكلموا بهذا، ولكن علمه الله تعالى من قلوبهم، فأثنى به عليهم وعلم من نياتهم، أنهم فعلوا ذلك خوفًا من الله، ورجاء ثوابه.
ومعنى: لوجه الله لطلب رضا الله، وخاصة لله مخلصًا من الرياء، وطلب الجزاء، وهو قوله:{لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا}[الإنسان: ٩] وهو مصدر القعود، والخروج.
{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا}[الإنسان: ١٠] قال مقاتل، والكلبي: تعبس فيه الوجوه، من هول ذلك اليوم، فلا تنبسط.
قمطريرًا يقبض الوجوه، والجباه بالتعبيس، وقال الفراء، وأبو عبيدة، والمبرد: يوم قمطرير وقماطر، إذا كان صعبًا شديدًا.
{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ}[الإنسان: ١١] بما أطاعوه في الدنيا، ولقاهم نضرة حسنًا، وبياضًا في الوجوه، وسرورًا لا انقطاع له.
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}[الإنسان: ١٢] على طاعته، واجتناب معصيته، جنة وحريرًا يعني: لباس أهل الجنة.