للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقاتل: وهذا كله أعجب من البعث.

قال الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: ٢٨] أي: بالبعث.

ثم ذكر ما يقال لهم في الآخرة، فقال: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ {٢٩} انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ {٣٠} لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ {٣١} إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ {٣٢} كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ {٣٣} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {٣٤} هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ {٣٥} وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ {٣٦} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {٣٧} هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ {٣٨} فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ {٣٩} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {٤٠} } [المرسلات: ٢٩-٤٠] .

{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المرسلات: ٢٩] تقول لهم الخزنة: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون في الدنيا.

{انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ} [المرسلات: ٣٠] من دخان نار جهنم قد سطع، ثم افترق ثلاث فرق، وهو قوله: {ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} [المرسلات: ٣٠] فكونوا فيه إلى أن يفرغ من الحساب.

ثم وصف ذلك الظل، فقال: لا ظليل لا يظل من الحر، {وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [المرسلات: ٣١] لا يدفع عنكم من حره شيئًا، قال الكلبي: لا يرد لهب جهنم عنكم، والمعنى: أنهم إذا استظلوا بذلك الظل، لم يدفع عنهم حر اللهب.

ثم وصف النار، فقال: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: ٣٢] يقال: شررة وشرر.

وهي ما تطاير من النار متفرقًا، والقصر: البناء العظيم كالحصن، ثم شبهه في لونه بالجمالات الصفر، فقال: كَأَنَّهُ جِمَالات صُفْرٌ وهي جمع جمال، من قرأ جمالة فهو جمع جمل، كما قالوا: حجر وحجارة.

والصفر معناها: السود في قول المفسرين.

قال الفراء: الصفر سود الإبل، لا ترى أسود من الإبل إلا وهو مشرب صفرة، لذلك سمت العرب سود الإبل صفرًا.

قوله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} [المرسلات: ٣٥] قال المفسرون: إن في يوم القيامة مواقف، ففي بعضها يختصمون ويتكلمون، وفي بعضها يختم على أفواهم فلا يتكلمون.

أخبرنا أبو عمرو بن المروزي، فيما كتب إليّ، أن أبا الفضل الحدادي، أخبرهم عن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>