للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: لا يذوقون في جهنم بردًا ينفعهم من حرها، ولا شرابًا ينفعهم من عطشها.

{إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: ٢٥] تقدم تفسيرها.

{جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: ٢٦] قال مقاتل: وافق عذاب النار الشرك، لأنهما عظيمان، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار.

وقال الزجاج: أي: جوزوا جزاء وفق أعمالهم.

ثم أخبر عنهم، فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} [النبأ: ٢٧] لا يخافون أن يحاسبوا، والمعنى: كانوا لا يؤمنون بالبعث، ولا بأنهم يحاسبون.

{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} [النبأ: ٢٨] بما جاءت به الأنبياء، كذابًا تكذبيًا، وفعال من مصادر التفعيل، قال الفراء: هي لغة فصيحة يمانية، قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني: الحلق أحب إليك أم القصار؟ {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} [النبأ: ٢٩] أي: وكل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ، كقوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢] .

فذوقوا أي: فيقال لهم: ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون، فلن نزيدكم إلا عذابًا.

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا {٣١} حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا {٣٢} وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا {٣٣} وَكَأْسًا دِهَاقًا {٣٤} لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا {٣٥} جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا {٣٦} } [النبأ: ٣١-٣٦] .

إن للمتقين الذين لم يجعلوا لله شريكًا، مفازًا فوزًا بالجنة، ونجاة من النار.

ثم فسر ذلك الفوز، فقال: حدائق وأعنابًا يعني: أشجار الجنة، وثمارها، وكواعب جواري تكعبت ثديهن، أترابًا مستويات في السن.

وكأسًا دهاقًا ممتلئة.

١٢٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نِسْطَاسٍ،

<<  <  ج: ص:  >  >>