قوله:{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى}[النازعات: ٢٥] يعني بالآخرة والأولى: كلمتى فرعون، حين قال: ما علمت لكم من إله غيري، وقوله:{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات: ٢٤] وكان بينهما أربعون سنة.
أخبرنا أبو نصر بن عباس، أنا إسماعيل بن نجيد، نا محمد بن إبراهيم بن سعيد، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا روح، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الآخرة والأولى قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات: ٢٤] و {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}[القصص: ٣٨] .
وهذا قول الأكثرين.
وقال الحسن، وقتادة: جعله الله نكال الدنيا والآخرة، أغرقه في الدنيا، وعذبه في الآخرة.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ}[النازعات: ٢٦] الذي فعل بفرعون، حين كذب وعصى، لعبرة عظة، {لِمَنْ يَخْشَى}[النازعات: ٢٦] الله.
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}[النازعات: ٢٧] يعني: أخلقكم بعد الموت أشد عندكم، أم السماء في تقديركم، وهما في قدرة الله تعالى واحد؟ ! وهذا كقوله:{لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر: ٥٧] ثم وصف خلق السماء، فقال:{بَنَاهَا {٢٧} رَفَعَ سَمْكَهَا} [النازعات: ٢٧-٢٨] سقفها، وما ارتفع منها، فسواها بلا شقوق، ولا فطور.