وقوله: الذي خلقك أي: من نطفة، ولم تك شيئًا، فسواك رجلًا، تسمع وتبصر، فعدلك جعلك معتدلًا، قال عطاء: جعلك قائمًا، معتدلًا، حسن الصورة.
وقال مقاتل: عدل خلقك في العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين.
والمعنى: عدل بين ما خلق لك من الأعضاء التي في الإنسان منها اثنان، وقرأ الكوفيون فعدلك بالتخفيف، قال الفراء: فصرفك إلى أي صورة ما شاء.
قال: والتشديد أحسن الوجهين، لأنك تقول: عدلتك إلى كذا.
كما تقول: صرفتك إلى كذا.
ولا يحسن عدلتك فيه، ولا صرفتك فيه، وقال أبو علي الفارسي: معنى التخفيف: عدل بعضه ببعض، وكنت معتدل الخلقة متناسبها، فلا تفاوت فيها، ولا يلزم على هذا ما ألزم الفراء.
وقوله:{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}[الانفطار: ٨] قال مقاتل، والكلبي: في أي شبه من أب، أو أم، أو خال، أو عم.