قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم المدني: ليت شعري ما لنا عند الله؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله عز وجل، فإنك تعلم ما لك عند الله.
قال: وأين أجده من كتاب الله؟ قال: عند قوله: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {١٣} وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {١٤} } [الانفطار: ١٣-١٤] قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال: قريب من المحسنين.
قوله: يصلونها يعني: يلزمونها مقاسين وهجها، يوم الدين يوم الجزاء على الأعمال، وهو يوم القيامة.
ثم عظم ذلك اليوم، فقال:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}[الانفطار: ١٧] تعظيمًا له، لشدته، قال الكلبي: الخطاب للإنسان الكافر، لا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم أخبر عنه، فقال:{يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ}[الانفطار: ١٩] أي: هو يوم لا تملك، {نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا}[الانفطار: ١٩] ومن نصب يومًا فهو ظرف، على معنى: أن هذه الأشياء المذكورة تكون يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، قال مقاتل: يعني نفس كافرة شيئًا من المنفعة.
{وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}[الانفطار: ١٩] يقول: لا يملك الأمر يومئذ غيره، قال قتادة: ليس ثم أحد يقضي شيئًا، أو يصنع شيئًا، إلا الله رب العالمين.
والمعنى: أن الله لا يملك في ذلك اليوم أحدًا شيئًا من الأمور كما ملكهم في دار الدنيا.