فقال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}[المطففين: ٧] قال: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها، ثم يهبط بها إلى الأرض، فتأبى الأرض أن تقبلها، فتدخل تحت سبع أرضين، فتهبط حتى ينتهى بها إلى سجين، وهو موضع خد إبليس.
وقال عطاء الخراساني: هي الأرض السفلى، وفيها إبليس وذريته.
والمعنى في الآية: إن كتاب عملهم يوضع في الأرض السابعة، وذلك علامة خسارهم، ودليل على خساسة منزلتهم، ولا يصعد به إلى السماء كما يصعد بكتاب المؤمن، وهو قوله:{إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}[المطففين: ١٨] .
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي، أنا حاجب بن أحمد، نا محمد بن حماد، نا يحيى بن سليم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سجين صخرة تحت الأرض السابعة تقلب، فيجعل كتاب الفاجر تحتها.
والدليل على أن سجينًا ليس مما كانت العرب تعرفه، قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ}[المطففين: ٨] قال الزجاج: أي: ليس ذلك ما كنت تعلم أنت ولا قومك.
وقوله: كتاب مرقوم ذكر قوم أن هذا تفسير السجين، وهو بعيد، لأنه ليس السجين من الكتاب المرقوم في شيء على ما حكينا عن المفسرين، والوجه أن يجعل هذا بيانًا للكتاب المذكور في قوله:{إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ}[المطففين: ٧] على تقدير: هو كتاب مرقوم، أي: مكتوب قد ثبتت حروفه، وقال قتادة، ومقاتل: رقم لهم بشر، كأنه أعلم بعلامة يعرف بها أنه