وقوله: يومئذ يعني: يوم يجاء بجهنم، يتذكر الإنسان يتعظ، ويتوب الكافر، {وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر: ٢٣] قال الزجاج: يظهر التوبة، ومن أين له التوبة؟ ! يقول الكافر، {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر: ٢٤] أي: قدمت الخير والعمل الصالح لآخرتي التي لا موت فيها، قال الحسن: علم والله إنه صادق، هناك حياة طويلة لا موت فيها.
قال الله تعالى:{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}[الفجر: ٢٥] يعذب عذاب الله أحد من الخلق.
{وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر: ٢٦] من الخلق، أي: لا يبلغ أحد من الخلق كبلاغ الله في العذاب والوثاق، والمعنى: لا يعذب أحد في الدنيا عذاب الله الكافر يومئذ، يعني: مثل عذابه، ولا يوثق أحد في الدنيا وثاق الله الكافر يومئذ، أي: مثل وثاقه، وقرأ الكسائي لا يعذب، ولا يوثق بفتح العين فيهما، وهو قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما