{فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}[البلد: ١١] أي: لم يقتحمها ولا جاوزها، والاقتحام: الدخول في الأمر الشديد، وذكر العقبة ههنا مثل ضربة الله تعالى لمجاهدة النفس، والهوى، والشيطان في أعمال البر، فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة، يقول: لم يحمل على نفسه المشقة بعتق الرقبة والإطعام، وهو قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}[البلد: ١٢] أي: ما اقتحام العقبة؟ ثم ذكره، فقال:{فَكُّ رَقَبَةٍ}[البلد: ١٣] وهو تخليصها من أسر الرق، وكل شيء أطلقته فقد فككته، ومنه فك الرهن، وفك الكتاب.
ومن قرأ فك رقبة على الفعل، فهو تفسير لاقتحام العقبة بالفعل، كقوله تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ}[آل عمران: ٥٩] ثم فسر المثل بقوله: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[آل عمران: ٥٩] فكذلك قوله: {فَكُّ رَقَبَةٍ}[البلد: ١٣] .