للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نا ابْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَرَى بِلالًا مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ بِبُرْدَةٍ وَعَشْرِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: ١] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: ٤] يَعْنِي سَعْيَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَيَّةَ وَأُبَيٍّ

ثم فصل وبين، فقال: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [الليل: ٥] تصدق من ماله، واتقى معصية ربه، يعني: الصديق رضى الله عنه.

وصدق بالحسنى بالجنة، وثواب الله، والخلف من الله.

فسنيسره لليسرى فسنهيئه لعمل الخير، والمعنى: نيسر له الإنفاق في سبيل الخير، والعمل بالطاعة لله.

قال المفسرون: نزلت هذه الآيات في أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، اشترى ستة نفر من المؤمنين، كانوا في أيدي أهل مكة يعذبونهم في الله.

قال عروة بن الزبير: أعتق أبو بكر على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب، بلال سابعهم، عامر بن فهيرة شهد بدرًا وأحدًا، وقتل يوم بئر معونة شهيدًا، وأم عميس، وزئيرة، فأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى.

فقالت: وبيت الله لا تضر اللات والعزى، ولا تنفعان.

فرد الله إليها بصرها، وأعتق النهدية وابنتها، وكانت لامرأة من بني عبد الدار، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما يطحنان لها، وهي تقول: والله لا أعتقكما أبدًا.

فقال أبو بكر، رضي الله عنه: حلا يا أم فلان؟ قالت: حلا أنت أفسدتهما فأعتقهما.

قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا.

قال: أخذتهما وهما حرتان.

ومر أبو بكر، رضي الله عنه، بجارية من بني نوفل وكانت مسلمة، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك، وهو يضربها حتى إذا مل قال: إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة.

فابتاعها أبو بكر فأعتقها، فقال عمار بن ياسر، وهو يذكر بلالًا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء، وإعتاق أبي بكر إياهم، وكان اسم أبي بكر عتيقًا:

جزى الله خيرًا عن بلال وصحبه ... عتيقًا وأخزى فاكهًا وأبا جهل

عشية هما في بلال بسوءة ... ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل

بتوحيده رب الأنام وقوله ... شهدت بأن الله ربي على مهل

فإن تقتلوني فاقتلوني فلم أكن ... لأشرك بالرحمن من خيفة القتل

فيا رب إبراهيم والعبد يونس ... وموسى وعيسى نجني ثم لا تمل

لمن ظل يهوى الغي من آل غالب ... على غير حق كان منه ولا عدل

<<  <  ج: ص:  >  >>